رواية بعنوان : أسامةُ بنُ منقذ ... بطل قلعة شيزَر وقاهر الصليبيين.

رواية بعنوان : أسامةُ بنُ منقذ ... بطل قلعة شيزَر وقاهر الصليبيين.

0 المراجعات

الحلقة الثالثة : 

✓ الجدة تُحَذِّر حفيدها : 

     كانت نية أسامة بن منقذ أن يقدّم رأس الأسد إلى عمه كهدية منه ولكن جدته نبَّهَتْهُ ، وقالت له : 
  ويل لك يا أسامة ! هل تدري عاقبة ما تفعل ؟ إن عملك هذا لا يقربك من عمك أبدا ... وإنما يزيدك منه بعدا ... ويثيره عليك وحشة ونفوراً ... إنه سيعتبر عملك تحدياً لسلطانه . أولم تشعر بأنه قد تغير عليك منذ رزقه الله
ذلك الغلام ؟
  لقد انتبه أسامة بن منقذ ورجع إليه عقله ونباهتُه ، وقال : 
  حقاً ، لقد أدركت الآن سر ما يجري ... ما أغباني ! ايخاف مني أن أكون مزاحماً لابنه على الإمارة ؟! هل هكذا بفكر عمي !!
أجابته جدته :
- إنه لا يريد أن يرى ولداً متفوقا على ولده . وأنت اليوم أشجع فتية آل منقذ ، وربما اجتمعت كلمتهم عليك في المستقبل فتنتزع الحكم من ولده ... خذ رأس الأسد ، وادفنه في حديقة الدار ، ولا تتظاهر أبدا بأنك اصطدت أسداً ...

    خرج أسامة ، يحمل رأس الأسد ، وبعد ما دفنه في الحديقة ، انطلق إلى عمه ، فإذا هو على غير عادته
في لقائه ، وبقِيا صامتين طويلا من دون حركة حتى سأله عمه :
- ماذا كنت تتأبط يا ابن أخي ، وأنت عائد الى البلد ؟
أجابه أسامة إجابةَ من لا يريد أن يكذب : شيء حقير لا قيمة له ، وليس من المهم أن تَشغل فِكرك فيه ، شِبل صغيرٌ رأيتُه سارحاً في الأجمة ، فحملت عليه ، وحززت رأسه .
  سأله عمه ، وبوادر الغيظ والقلق في وجهه : ولماذا جئت به إلى الحي إذا كان حقيرا ؟
قال : ليلعب به صبية الحي .
وما راع أسامة إلا أن يرى عمه يتميز من الغيظ ويصرخ به :
- أمثلك يصرَع الأشبال ؟! هل للشبل لِبدة كثيفة ؟ ورأس صغير ؟ ولكنه قيل لي : إنك كنت تحمل رأس أسد ضخم. وهنا يجب على أسامة أن يهدأ وينتبه مع كل كلمة يخرجها ويتكلم بها ... فأجابه بهدوء قائلا :
وليكن إذا رأس أسد ضخم ! هل يضيرك ذلك يا عماه ؟
زمجر عمه ، وانتفض ، وهدر قائلا :
أبرؤوس الأسود تريد أن تخوفنا يا أسامة ؟ فكم من أسود قتلنا ! وكم من معارك خضنا ! 
وهنا تذكر أسامة كلام وتحذير جدته له من عمه ، ولكنه آثر أن يقابل الغضب بحلم ، فقال في هدوء :
- وهل تراني آثماً إذا اتبعت آثارك يا عماه ؟ يكفك ضربت ، وبسيفك قطعت !

  وهنا سكت الغضب عن عمه ، وانفرجت أساريره وضحك حتى بدت أسنانه ،
وأعجبته شجاعته وحسن أدبِه ورده فقال :
  لا بأس عليك يا ابن أخي ! تهيأ غدا لمرافقة زوجتي وأولادها إلى مصياف ، هرباً من لذع الحر !

  وهكذا أعاد أسامة الطمأنينة إلى قلب عمه بفضل حكمته، وخرج سالما من أول مصادمة له مع عمه الذي أخذت تستبد به هواجس الغيرة والحذر من ابن أخيه

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

7

متابعهم

7

مقالات مشابة