ليتني حاولت أكثر

ليتني حاولت أكثر

1 المراجعات

أين ذهبت تلك النظرة التي لطالما اعتلت وجهها حينما تراني.. أين ذهبت تلك الوحشة.. لا أتذكر يومًا أنني صادفت نظراتها بتلك القسوة.

أيعقل أن كل ما بيننا تبخر في الهواء.. كيف لها أن تراني كما لم تراني من قبل وكيف لي أن أراها كم لم أراها من قبل .. 

أصبحنا كما لم نكن سويًا .. أتذكر تلك اللحظات التي يطلقون عليها لحظات الوداع .. أتذكر آخر مرة رأيتها حينما أصرت على قرارها وبدا لي عزممها على الفراق 

كما لم أتصوره.. أتذكر تلك التساؤلات التي بدرت إلى ذهني تتقافز دفعةً واحدةً و التي قادتني إلى نتيجة حتمية واحدة.. أن هذه المرة ليست ككل ما سبقها

و أنها استقرت و استباحت كل الذكريات و حملت أوزاري وانتقلت تحدثني من مكانٍ لم أعهده.. من مكان غروب الشمس حيث الليل القريب و الظلام المقيم..

أتذكر جيدًا سؤالي قبل أن تغادر.. ماذا حل بنا كي تكون هذه النهاية؟ ؟ ولا أذكر سوى نظرتها الباردة و سلامها الفاتر قائلة: لم أعد أقدر على التحمل.. لقد عانيت مرارًا 

وليس لي سوى أن ألوذ فرارًا.. ترن هذه الجملة في أذني كل يوم.. هل آذيتها.. هل أهدرت طاقتها على تغييري.. هل لم أتمكن من إثبات حبي لها.. هل هي ظالمة أم ضحية 

أنانيتي و تخاذلي.. سأترك لكم التعليق بعد قراءة قصتي باختصار: 

أحببت تلك المرأة لأول مرة في حياتي بعد ان كنت شخصًا بائسًا لا أحتمل التكرار والإنجاز .. أشارك حياتي مع صغار المقام و العقول.. أتماشى مع ما يحدث دون دور يُذكر

كل شيء تغير بعد أن دخلت حياتي.. أصبحت أدرك حقيقة أني أعيش بلا هوية.. بلا هدف و إذا حق لي أن أقول بلا حياة.. أضافت لي المعنى الحقيقي للمشاركة و الإنجاز 

انفرجت همومي بمجرد رؤيتها .. أحسنت إلي بوجودها المستمر و شعورها المرهف و ذكاءها المنشود.. أحببتها و هي كذلك.. استمرت علاقتنا لأكثر من سنتين كنا خلالهما 

مثال لكل محب ونموذج لكل عاشق .. وبعد فترة كبيرة من الاستمرار.. أصبحت مُطالب بأن أكون أكثر جدية تجاه علاقتنا و أن أتقدم لخطبتها.. ولكني لا أستطيع الآن ليس من الناحية 

المادية .. ولكن لأنني موهوم بالتفكك الأسري لقد عايشت نماذج كثيرة رأيت فيها عذاب النهايات و رأيت موت أبطالها وهم على قيد الحياة شاهدت بنفسي انتصار التغيير على الثبات 

و هزيمة العقل للقلب و تفشي الأسرار و هيمنة المكايد.. كل هذا كان له تأثيرٌ كبيرٌ في نشأتي حتى أنني أصبحت عالقًا في كل هذا لا أدري إلى أين يمكنني أن أذهب.. اقتربت مني كثيرٌ من الفتيات 

فأنا شابٌ وسيم ذو رجاحة عقل تجذب الآخرين.. ولكن ما أن تذوب الفوارق .. أهرول مبتعدًا إلى حيث أركن.. إلا معها .. انطلقت في أكوانها وتوالت الأيام حتى أصبحت غريزة بداخلها لا يستطيع أحدنا الانفصال عن الآخر لا يمكننا كبح ما نحلم به يسيطر الخيال على عقولنا .. نتصور كل جميل .. وكل جميل يتصورنا.. ومرت السنون وكعادة كل بنات سنها.. تقدم أحدهم لخطبتها.. و بادرت بسؤالي ألم يحن الوقت بعد؟؟

تصنعت أنني لا أفهم ما ترمي إليه لعلي أجد في هذا الوقت ردًا مناسبًا ..ولكنها قاطعت تفكيري بنفس السؤال مرة أخرى ولكن بأكثر حدة هذه المرة.. قلت لها بمنتهى البلاهة والبرود: أتريدين أن ينتهي هذا الحلم الجميل بهذه السرعة.. تعجبت واحمر وجهها قائلة: ماذا تقصد .. أجبت و أنا أحاول تخفيف وطأ ما أدركت قصده: نحن الآن نعيش في سعادةٍ غامرة لما نفسد هذه اللحظات بزواجٍ سخيف تبعًا للتقاليد التي سئمناها و سخرنا منها كثيرًا .. نظرت إلي بتحدي و استرسلت : أتظن أن زواجنا ليست النهاية التي أنشدها .. أي حق هذا الذي اصطنعته لنفسك كيف تسكنني ثم لا تريد أن أسكنك .. كيف تستأجر قلبي ولا تريد تملكه بعد أن أتلفته لصالحك.. إن كانت هذه الحياة التي تنوي أن تعيشها … ما أصلح الله لك حياتك.. و إذا كنت تخشيى مواجهة مخاوفك مع شريك يقدرها فبئس الحياة .. فلتذهب وحيدًا و سأضمد جراحي و سينتصر قلبي مع حبٍ آخر يرمم ما أفسده هواك.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة