
أميرة بلا قصر
ها هي الحياة تجعلنا نرى الأميرات في الأفلام والروايات، فنعشق أن نحيا حياتهن، ونحلم أن نعيش قصصهن كما نراها. نعم، نحن نعيش هذه الأحلام، لكن في قلوبنا فقط، لا على أرض الواقع.
تجعلنا ننتظر أميرًا يأتي على الفرس الأبيض، كما تخبرنا القصص الخيالية، فنصدق ذلك ببراءة، ونتمسك به كفتاة صغيرة لا تعرف من الحياة إلا الحلم.
ثم تصدمنا الحياة بواقع لا يشبه أحلامنا، لا في تفاصيله، ولا في قسوته، ونُجبر على تقبله كما هو، لا كما أردناه.
ورغم ذلك، بعضنا يحقق أحلامه، وبعضنا الآخر... يظل ينتظر.
نكبر، ونفهم أن الحياة لا تُمنح لنا على طبق من ذهب، وأن لكل شيء ثمناً، ولكل حلم طريقاً طويلاً مليئاً بالتعب، وربما الخذلان.
نتعلم أن الأمير قد لا يأتي، وأن الفرس الأبيض ربما لا يوجد، وأن الحب في الواقع لا يشبه القصص، بل يحتاج إلى وعي، وصبر، وتقدير.
تتغير نظرتنا للأشياء، فنكفّ عن انتظار الخيال، ونبدأ ببناء واقعنا بأيدينا، حجرًا فوق حجر.
ندرك أن البطلة الحقيقية ليست من تنتظر الخلاص، بل من تخلق لنفسها طريقاً وسط كل الانكسارات.
لكن، ورغم كل هذا الوعي، يظل في داخلنا ذلك الجزء الصغير الذي يُحب الحلم، ويتعلق بالضوء البعيد في نهاية النفق.
ذلك الجزء الذي لا يموت، لأنه يذكرنا بأننا بشر... نحلم، نُخذل، ننهض، ونحاول من جديد.
وهكذا تستمر الحياة، بين واقع نعيشه، وحلم لا نكفّ عن التمسك به، مهما بدا بعيدًا.
ولعل الأجمل فينا أننا لا نتوقف عن الحلم، حتى لو كان مستحيلاً، فبعض الأحلام تمنحنا القدرة على الاستمرار، فقط لأنها موجودة في قلوبنا.
وقد يكون هذا الحلم، في لحظة ما، هو الشيء الوحيد الذي يمنعنا من الانهيار، هو ما يهمس لنا في الخفاء: "ما زال هناك أمل".
فليس كل ما لا نعيشه زيفًا، وليس كل ما لا يتحقق وهمًا.
أحيانًا، تكفينا تلك الأحلام الصغيرة كي تمنح أيامنا طعمًا مختلفًا، وتمنحنا شجاعة الاستمرار، حتى لو لم نجد النهاية التي رسمناها في خيالنا.
اميرة بلا قصر ،اميرة بلا قصر ، اميرة بلا قصر