الأمل الأخير… حين يولد النور من قلب الظلام

الأمل الأخير… حين يولد النور من قلب الظلام

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

كان الليل بارداً، والصمت يخنق المكان إلا من أصوات المطر التي ترتطم بالنوافذ كأنها طرقات من عالم آخر.
جلس "آدم" على كرسي خشبي قديم في غرفة ضيقة، يحدّق في الجدار الخالي بعينين منهكتين. سنوات طويلة من المحاولات الفاشلة جعلته يظن أن كل شيء قد انتهى، وأن القدر حكم عليه بالخسارة.

تراكمت داخله الأسئلة: 
"لماذا أنا؟ لماذا كل الطرق مسدودة؟ هل الحياة تختار بعض البشر وتترك آخرين خارج اللعبة؟"

كانت دموعه على وشك الانهمار، لكن صوتاً من ذاكرته البعيدة تردّد في أذنه. صوت جدته، التي رحلت منذ أعوام، حين كانت تقول له دائماً:

"يا بني… الأمل لا يموت، الأمل مثل البذرة، قد تختبئ سنوات تحت التراب، لكنها ستنبت يوماً إن وجدت قطرة ماء."

ابتسم آدم بسخرية، وقال بصوت منخفض: "وأين البذرة الآن؟ لقد جفّت كل التربة."

 

 شعاع في عاصفة

وبينما كان غارقاً في ظلام أفكاره، لفت نظره شعاع صغير يتسلل من شق في النافذة.
المطر كان شديداً، والغيوم تملأ السماء، ومع ذلك، أصرّ ذلك الضوء على اختراق العاصفة والوصول إلى الداخل.
وقف آدم لحظة، يتأمل ذلك الشعاع وكأنه يسمع منه رسالة خفية:

"حتى في أقسى العواصف… النور لا يعرف الاستسلام."

كانت لحظة صغيرة، لكنها أيقظت داخله إحساساً نسيه منذ زمن: الأمل.

 

 ما معنى الأمل؟

الأمل ليس وعداً بالمعجزات، ولا عصا سحرية تغيّر الواقع في لحظة.
الأمل هو القوة الخفية التي تجعلنا ننهض بعد كل سقوط.
هو أن تقول لنفسك في أحلك الظروف: "سأحاول مرة أخرى."

الأمل هو الذي يجعل المريض يبتسم رغم الألم.

هو الذي يجعل الفقير يكدّ رغم الجوع.

هو الذي يجعل الغريب يشتاق للعودة رغم بعد المسافات.

الأمل لا يلغي الألم… لكنه يمنحه معنى.

 

 خطوات صغيرة تبني حياة جديدة

في صباح اليوم التالي، قرر آدم أن يبدأ من جديد.
لم يكن التغيير سهلاً، ولم تتبدل الظروف فجأة، لكنه اكتشف أن الأمل هو قرار متجدد كل يوم.

بدأ بخطوات بسيطة:

كتب على ورقة: "اليوم أفضل من الأمس." وعلّقها أمام سريره.

بدأ يخرج للمشي يومياً ليتنفس الهواء ويرى الناس.

حدّد لنفسه هدفاً صغيراً واحداً كل يوم، مثل قراءة صفحة، أو ترتيب الغرفة، أو الاتصال بشخص عزيز.

شيئاً فشيئاً، تحولت تلك الخطوات الصغيرة إلى مسار جديد للحياة.

 

 اقتباسات عن الأمل

"الأمل هو أن ترى النور رغم أن عينيك غارقتان في الدموع."

"لا تيأس، فالمعجزة قد تكون على بعد يوم واحد من صبرك."

"حين تظن أن الليل لا ينتهي، تذكّر أن الفجر على وشك أن يولد."


 لماذا نحتاج الأمل؟

لأن الحياة بلا أمل تتحول إلى فراغ قاتل.

الإنسان بلا أمل مثل سفينة بلا شراع، تتحرك لكنها لا تصل.

المجتمع بلا أمل يعيش في صراع دائم مع نفسه.

والعالم بلا أمل… يغرق في الفوضى واليأس.

الأمل هو ما يربطنا بالغد، هو الحبل الذي نتمسك به حتى لا نسقط في هاوية الاستسلام.

 

خاتمة

في تلك الليلة، لم يحصل آدم على وظيفة جديدة، ولم تُحل مشاكله كلها.
لكن شيئاً واحداً تغيّر تماماً: قلبه.
لقد أدرك أن الأمل ليس وعداً من السماء بأن كل شيء سيكون سهلاً، بل هو طاقة داخلية تجعلك تواجه الصعاب، وتصبر حتى تصل.

الأمل هو النور الذي يولد من قلب العتمة، يمنحنا الشجاعة للاستمرار رغم السقوط، ويجعلنا نؤمن أن الغد قد يكون أجمل مهما طال الليل.

الأمل لا يغيّرك فقط… بل يجعلك قادراً على تغيير العالم من حولك.


💡 وأنت… متى كانت آخر مرة وجدت فيها بصيص أمل أنقذك من الانهيار؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

0

مقالات مشابة
-