🏚️ البيت المهجور في سيدي بشر: لغز لم يُحل حتى اليوم
🏚️ البيت المهجور في سيدي بشر: لغز لم يُحل حتى اليوم
🌙 المقدمة
في كل مدينة قصة تثير الخوف، وفي كل شارع قديم سرّ يخشاه الناس.
أما في الإسكندرية، فالقصة التي يتناقلها الجميع منذ أكثر من ثلاثين عامًا هي قصة البيت المهجور في سيدي بشر — البيت الذي لا يسكنه بشر، والذي قيل إن “الجن” اتخذه مقرًا بعد أن اختفت عائلة بأكملها من داخله ذات ليلة غامضة.
المنزل ما زال قائمًا حتى اليوم، مطلًا على البحر، نوافذه محطمة وأبوابه صامتة، لكن تاريخه يصرخ برعب لا يُنسى.
🕯️ البداية: العائلة التي لم تعد
في منتصف الثمانينيات، انتقلت إلى هذا المنزل عائلة صغيرة قادمة من القاهرة.
كان الأب موظفًا بسيطًا في هيئة الميناء، والأم تعمل خياطة، ومعهما ثلاثة أطفال.
كان البيت واسعًا، يطل على البحر مباشرة، وسعره الزهيد جعلهم يظنون أنهم وجدوا “صفقة العمر”.
لكن في الأسبوع الأول فقط، بدأت الغرائب.
الأم كانت تسمع ليلاً خطوات على السلالم رغم أن الجميع نائم.
الأب رأى ظلالاً تتحرك في الممر، وكأن أحدًا يمرّ بين الغرف.
أما الأطفال، فكانوا يحكون عن “سيدة ترتدي الأبيض” تقف أمام غرفهم وتختفي فجأة.
في البداية ظنوا أن الأمر مجرد أوهام، لكن الخوف بدأ يلتهم البيت…
🩸 الليلة المشؤومة
في إحدى الليالي الشتوية العاصفة، سمع الجيران صرخات عالية قادمة من داخل المنزل.
هرعوا إلى هناك ليجدوا الباب مغلقًا من الداخل بإحكام.
بعد محاولات كثيرة، كسر أحد الرجال الباب… لكن المفاجأة كانت الفراغ.
لم يكن هناك أحد.
لا الأب، ولا الأم، ولا الأطفال.
حتى الأثاث كان في مكانه، والطعام على المائدة كما هو.
كأن العائلة تبخرت في الهواء.
تم إبلاغ الشرطة، وجرت التحقيقات، لكن لم يُعثر على أي أثر يدل على مصيرهم.
ومنذ ذلك الحين، أُغلق المنزل تمامًا… وتحول إلى رمز للرعب السكندري.
🔦 حكايات الجيران
رغم مرور العقود، لم يتوقف سكان المنطقة عن الحديث عن هذا المكان.
يقول أحد الجيران القدامى:
“كنت أرى أضواء خافتة داخل البيت في منتصف الليل… كأن أحدًا يعيش هناك.”
ويضيف آخر:
“كل من حاول السكن بعدهم، خرج خلال أيام وهو يصرخ بأنه يسمع أصواتًا وينام على صدى الخطوات.”
أما أحد الحراس الذين تم توظيفهم لحراسة العقار في التسعينيات، فحكى أنه كان يسمع صوت بكاء طفل كل ليلة عند الساعة الثانية صباحًا، يأتي من الطابق العلوي، رغم أن البيت خالٍ تمامًا.
⚰️ محاولات تفسير علمية
في عام 1995، حاول فريق من الباحثين الشباب دراسة الظاهرة علميًا.
وجدوا أن جدران المنزل تحتوي على أنابيب قديمة وصدئة تُحدث أصوات طنين غريبة بسبب ضغط الهواء.
كما أن التقلبات المغناطيسية القوية بالقرب من البحر قد تسببت في شعور البعض بالدوار والهلاوس السمعية والبصرية.
لكن الغريب أنهم اكتشفوا بقع دماء قديمة على أحد الجدران، تعود — بحسب التحليل المبدئي — إلى أكثر من ثلاثين سنة.
ولم يتمكن أحد من تفسير وجودها أو مصدرها الحقيقي.
👁️🗨️ اللعنة تتجدد
على مدار السنين، كل من حاول ترميم البيت أو شراؤه واجه ما أسماه السكان “النحس”.
أحد المستثمرين أصيب بمرض مفاجئ بعد توقيع عقد الشراء.
مهندس حاول إعادة بنائه، فسقط عليه السلم في اليوم الأول من عمله.
وعام 2017، احترق جزء من الطابق العلوي دون سبب واضح رغم انقطاع الكهرباء في المنطقة وقتها.
يقول أحد الشهود:
“رأيت النار تشتعل في النوافذ وحدها… ثم اختفت كما بدأت.”
🪞 هل يسكنه الجن فعلًا؟
في الثقافة المصرية، يُقال إن الأماكن المهجورة التي لم تُذكر فيها أسماء الله تُصبح مأوى للجن.
وربما كان هذا البيت واحدًا من تلك الأماكن التي اجتمعت فيها الظروف — الوحدة، الرطوبة، الظلام، والقصص القديمة — لتخلق أسطورة يصعب قتلها.
العلم لا يعترف بالجن، لكن الخوف لا يحتاج إلى دليل، فقط إلى تجربة واحدة تُزرع في الذاكرة.

🕯️ الحقيقة الغائبة
ربما كانت القصة في بدايتها مجرد حادثة اختفاء غامضة، لكن مع مرور الوقت تحولت إلى رواية شعبية حية.
البيت اليوم مغلق بأبواب حديدية صدئة، لا أحد يجرؤ على الاقتراب منه بعد غروب الشمس.
ومع كل موجة بحر تضرب شاطئ سيدي بشر، يعود السؤال نفسه:
هل ما حدث هناك حقيقي؟
أم أن الخوف هو من صنع اللعنة؟
💬 العبرة من القصة
في النهاية، لا يهم إن كانت الحكاية واقعية أو خيالية، لأن تأثيرها حقيقي جدًا على من سمعها.
فالخوف شعور لا يحتاج إلى برهان… يكفي أن يتسلل إلى قلبك مرة واحدة، ليبقى هناك إلى الأبد.