الرسالة الغامضة التي غيّرت حياتي إلى الأبد

الرسالة الغامضة التي غيّرت حياتي إلى الأبد

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الرسالة الغامضة التي غيّرت حياتي للأبد 

في واحدة من أبرد ليالي الشتاء، كنت جالسًا وحدي في غرفتي المظلمة، والريح تصفر كأنها تحاول اقتلاع النوافذ. كنت منهكًا بعد يوم طويل في العمل، وكل ما أردته هو كوب شاي دافئ وقليل من الهدوء قبل النوم. لكن فجأة، اهتز هاتفي على الطاولة، فأضاءت الشاشة وسط الظلام كأنها تناديني.

نظرت إليه بتكاسل، ولم أكن أتوقع أي شيء مهم في تلك الساعة المتأخرة، لكن كانت هناك رسالة جديدة من رقم مجهول. كان نصها قصيرًا جدًا، لكنه دخل إلى قلبي كالسهم:

> “لا تفتح الباب غدًا قبل الساعة التاسعة صباحًا.”

 

حدقت في الشاشة غير مصدّق. من هذا؟ ولماذا يرسل لي رسالة بهذا الشكل؟

ضحكت قليلًا لأخفّي ارتباكي. ربما مزحة سخيفة من أحد الأصدقاء، فكلهم يعرفون أني أعيش وحدي.

وضعت الهاتف جانبًا، لكن عقلي لم يتوقف عن التفكير. حاولت النوم، لكن الرسالة كانت تتكرر في ذهني كصدى داخل غرفة فارغة. وفي النهاية، غلبني التعب.

استيقظت على صوت طرق قوي على الباب. نظرت إلى الساعة بقلق… كانت الثامنة وخمسًا وعشرين دقيقة.

نعم، نفس الوقت قبل التاسعة… نفس التحذير.

اقتربت من الباب بخطوات مترددة، وشعرت ببرودة غريبة تسري في أطرافي. وضعّت أذني على الباب لأسمع أي حركة. كان هناك صوت تنفّس… ثقيل… قريب جدًا.

سألت بصوت حاولت أن يبدو طبيعيًا:

– مين؟

لم يصلني أي رد.

كل ما سمعته هو حياء صوت خفيف خلف الباب، ثم خطوات تبتعد ببطء.

ثم…

صوت سيارة تتحرك بسرعة جنونية، وبعدها مباشرة صرخة مكتومة كأن شيئًا ما حدث في الشارع.

قلبي كان يدق بجنون، لكني لم أجرؤ على فتح الباب.

مرت الدقائق بطيئة جدًا حتى دقت الساعة التاسعة تمامًا. سألت نفسي: هل أفتح الآن؟ ماذا لو الرسالة كانت مجرد لعبة؟ وماذا لو لم تكن كذلك؟

في النهاية، قررت أن أواجه مخاوفي وفتحت الباب.

لم أجد أحدًا…

لكن كان هناك ورقة صغيرة موضوعة على الأرض. التقطتها بيد ترتجف.

> “أنقذت نفسك اليوم… لا تكرر الخطأ غدًا.”

 

ومن تلك اللحظة، لم تعد حياتي كما كانت. أصبحت أعيش في ترقب دائم، أراقب أي حركة، وألاحظ التفاصيل الأكثر تفاهة. شعرت أن هناك من يراقبني… شخص يعرف مواعيدي، يعرف وقت نومي، يعرف حتى اللحظة التي أستيقظ فيها.

والأغرب… أنه يعرف متى أفتح الباب.

مرت ثلاثة أيام دون أي رسائل جديدة. حاولت إقناع نفسي أن الأمر انتهى. لكن في اليوم الرابع، وفي نفس الوقت المتأخر من الليل، وصلني إشعار آخر من نفس الرقم.

بيدي المرتعشة، فتحت الرسالة.

> “الساعة التاسعة غدًا… البداية.”

 

ظللت أنظر إلى الشاشة لثوانٍ طويلة. لم أفهم… بداية ماذا؟ ولماذا أنا بالذات؟

في تلك الليلة لم أنم. جلست على الكرسي قرب الباب، أراقب عقارب الساعة وهي تتحرك ببطء مؤلم.

كل ثانية كانت تبدو كأنها سنة كاملة.

وعندما اقتربت الساعة من التاسعة صباحًا، سمعت الخطوات… نفس الخطوات الثقيلة، تقترب من بابي ببطء، وكأن صاحبها لا يريد أن يصل لكنه مجبر.

لم يطرق الباب هذه المرة.

فقط وقف هناك.

ثم…

انطفأت كل الأنوار.

وفي الظلام، سمعت حشرجة خفيفة خلف الباب… ثم صوت شيء يُسحب على الأرض.

لم أجرؤ على التحرك.

مرت دقائق، أو ربما ساعات، قبل أن تعود الكهرباء فجأة.

ركضت إلى الباب، فتحته بسرعة…

ووجدت شيء واحد فقط موضوعًا أمامه:

مفتاح.

قديم.

صدئ.

ومكتوب عليه رقم… “9”.

منذ ذلك اليوم…

لم يسمع عني أحد.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mostafa aks تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.