بيت الظل: القصة المرعبة للأرواح المحبوسة وشجاعة الأصدقاء الثلاثة ( قصة حقيقية) ( الجزء الاول ) !!!
في قرية صغيرة تحيط بها الغابات الكثيفة، كان هناك منزل قديم مهجور يعرف بين السكان باسم "بيت الظل". كانت الأساطير تحيط بهذا المنزل، حيث كان يُقال إن الظلال تتحرك فيه بشكل غير طبيعي وتنشر الرعب بين من يجرؤ على الاقتراب منه.
في ليلة مظلمة وعاصفة، قرر ثلاثة أصدقاء، هم علي وسعيد وليلى، التحقق من صحة هذه الأساطير. كانوا متحمسين ومغامرين، ولم يخشوا ما يقال عن المنزل. اقتربوا من الباب المهترئ ودفعوه بصعوبة حتى انفتح. كان الصمت يلف المكان، باستثناء صوت الرياح التي تعصف بالخارج.
عندما دخلوا، أشعلوا مصابيحهم الكاشفة، لتكشف عن أثاث قديم مترب وجدران متشققة. كان كل شيء يبدو عادياً في البداية، لكن سرعان ما بدأوا يلاحظون شيئاً غريباً. كانت هناك ظلال تتحرك بشكل غير متوقع، وكأنها تتبعهم.
حاول علي تفسير الأمر قائلاً: "ربما تكون انعكاسات ضوء المصابيح". لكن ليلى شعرت ببرودة تسري في أوصالها، وقالت بقلق: "لا، هذه الظلال تبدو وكأنها حية".
استمروا في استكشاف المنزل، وكلما تقدموا، ازدادت حركة الظلال. كانت تقترب منهم ببطء، ثم تختفي بسرعة عندما يحاولون توجيه الضوء نحوها. شعروا بقلق متزايد، لكنهم لم يريدوا الاستسلام للخوف.
وصلوا إلى الطابق العلوي، حيث كانت هناك غرفة مغلقة. قرروا فتحها، وعندما فعلوا، اكتشفوا شيئاً مرعباً. كانت الغرفة مليئة بالرسومات الغريبة على الجدران، وكأنها ترسم حكاية قديمة عن كائنات من الظلام تسيطر على المكان.
فجأة، بدأت الظلال تتجمع في منتصف الغرفة، مكونة شكلاً بشرياً. كانت تتحرك ببطء نحوهم، وعيناها تلمعان بضوء خافت. شعروا برعب لا يوصف، ولم يستطيعوا التحرك من مكانهم.
صرخت ليلى: "علينا الهروب!"، لكن سعيد لم يستطع الحركة من شدة الخوف. أمسك علي بيديه وبدأ يجره نحو الباب، بينما كانت الظلال تقترب منهم أكثر فأكثر. تمكنوا بصعوبة من الخروج من الغرفة، وأغلقوا الباب بسرعة.
هربوا من المنزل بسرعة، ولم يتوقفوا حتى وصلوا إلى أمان القرية. بعد تلك الليلة، لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب من "بيت الظل" مرة أخرى. أدركوا أن الأساطير كانت صحيحة، وأن هناك شيئاً مرعباً يسكن ذلك المكان.
مرت السنوات، وظل المنزل مهجوراً، لكن الأساطير حوله استمرت في الانتشار. وكان السكان يحذرون بعضهم البعض من الاقتراب منه، مشيرين إلى الليلة التي رأى فيها ثلاثة أصدقاء الظل المتحرك المخيف.
بعد هروبهم من المنزل، حاول علي وسعيد وليلى نسيان ما حدث، لكن الظلال المخيفة لم تتركهم. بدأت كوابيس مروعة تطاردهم كل ليلة، حيث يرون نفس الظلال تقترب منهم، وهم عاجزون عن الهروب. كانت ليلى الأكثر تأثراً، فقد بدأت ترى الظلال حتى في وضح النهار، تشعر بها تلاحقها في كل مكان.
قررت ليلى التحدث مع كبار السن في القرية لمعرفة المزيد عن تاريخ المنزل. قابلت امرأة عجوز تدعى الجدة نورا، التي كانت تعرف الكثير عن أساطير القرية. جلست ليلى مع الجدة نورا، التي بدأت تروي لها قصة المنزل.
"كان هذا المنزل ملكاً لرجل يدعى إبراهيم، الذي كان ساحراً قوياً في العصور القديمة"، قالت الجدة نورا. "استخدم إبراهيم سحره المظلم للتلاعب بالظلال، وجعلها تخدمه في تحقيق رغباته. لكنه ارتكب خطأً فادحاً عندما حاول استدعاء كائنات من بُعد آخر للسيطرة على العالم. لم يستطع السيطرة على تلك الكائنات، فانقلبت عليه وقتلته، وظلت أرواحها محبوسة في المنزل."
بدأت ليلى تدرك أن الكوابيس التي تعاني منها هي نتيجة لارتباطها بالمنزل، وأن الظلال لن تتركها وشأنها إلا إذا تمكنت من تحرير الأرواح المحبوسة. قررت ليلى إخبار علي وسعيد بما عرفته، واتفقت معهم على العودة إلى المنزل لمواجهة الظلال وإنهاء اللعنة.
جهز الأصدقاء الثلاثة أنفسهم بالأدوات اللازمة، بما في ذلك الكتب القديمة عن السحر والحماية، ومصابيح قوية. دخلوا المنزل مرة أخرى، وعزموا على مواجهة الظلال هذه المرة. توجهوا مباشرة إلى الطابق العلوي حيث الغرفة المغلقة.
عندما وصلوا إلى الغرفة، بدأوا في تلاوة التعويذات من الكتاب القديم، على أمل تحرير الأرواح المحبوسة. بدأت الظلال تتجمع مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت أكثر عدوانية، مهاجمة الأصدقاء ومحاولة إيقافهم. استخدم علي المصباح القوي لصد الظلال، بينما استمرت ليلى في تلاوة التعويذات.
كان سعيد يشعر بالخوف يتسلل إليه، لكنه لم يتوقف عن مساعدة أصدقائه. فجأة، بدأت الظلال تتراجع، وظهر شكل خافت لإبراهيم، يصرخ من الألم وهو يُجذب إلى بُعد آخر. مع آخر كلمة من التعويذة، تلاشت الظلال تماماً، وعادت الغرفة إلى حالتها الطبيعية.
شعر الأصدقاء بالارتياح، لكنهم كانوا متعبين ومنهكين. خرجوا من المنزل، وأحرقوا الكتاب القديم لإنهاء كل أثر للسحر المظلم. منذ تلك الليلة، توقفت الكوابيس، وعادت حياتهم إلى طبيعتها.
أصبح "بيت الظل" مكاناً هادئاً، ولم يعد يشكل تهديداً لأحد. تعلم الأصدقاء درساً قاسياً حول مخاطر السحر المظلم، وأهمية الشجاعة والمثابرة في مواجهة الرعب. وبينما انتشرت قصتهم في القرية، أصبحوا أبطالاً محليين، تروى قصتهم للأجيال القادمة كتذكير بضرورة مواجهة المخاوف وعدم الاستسلام للرعب.
يوجد ثلاث اجزاء اخرين ( أذهب لقرائتهم الان !! )