روايه رومانسيه سعيده

روايه رومانسيه سعيده

2 المراجعات

الحب الحقيقي ♥ 

 في ليلة هادئة تحت ضوء القمر، كانت سارة تجلس على شرفة منزلها المطل على البحر. كانت تلك اللحظات هي المفضلة لديها، حيث تجد في هدوء الليل وعزف الأمواج موسيقى لروحها المرهقة. كانت الرياح تداعب شعرها البني الطويل، بينما كانت تفكر في حياتها وأحلامها التي لم تتحقق بعد.

لم تكن سارة تحلم بشيء أكثر من أن تجد ذلك الشخص الذي يكملها، لكن كل تجاربها السابقة كانت مجرد خيبات أمل. كانت تؤمن بأن الحب الحقيقي ليس مجرد كلمات تُقال أو وعود تُعطى، بل هو إحساس صادق ينبع من القلب. كلما كانت تجلس في تلك الشرفة، كانت تتساءل عما إذا كانت ستلتقي يومًا بشخص يجعلها تشعر بهذا الحب الذي طالما حلمت به.

في تلك الليلة بالتحديد، وبينما كانت تستمتع بجمال البحر تحت ضوء القمر، رأت سارة شابًا يسير على الشاطئ. كان يبدو عليه الانسجام التام مع الطبيعة، حيث كانت خطواته هادئة ونظراته تتأمل الأمواج. لفتت سارة نظره، لكنه لم يتوقف، بل استمر في السير حتى اختفى عن نظرها.

في اليوم التالي، وبينما كانت تسير على الشاطئ لجمع الأصداف التي كانت تحبها، التقت بالصدفة بالشاب الذي رأته الليلة الماضية. كان يقف بجانب البحر ويحمل كاميرا، ملتقطًا صورًا للأفق. عندما اقتربت منه سارة، ابتسم وقال: “الطبيعة هنا مذهلة، أليس كذلك؟”

ابتسمت سارة بلطف وأجابت: “بالفعل، أنا أحب هذا المكان كثيرًا، إنه يحمل لي الكثير من الذكريات.”

تبادلا الحديث لفترة قصيرة، وعرفت سارة أن اسمه كان آدم. كان مصورًا محترفًا يجوب العالم بحثًا عن أماكن جديدة ليصورها. كان حديثه معها سلسًا ومريحًا، وكأنهما يعرفان بعضهما منذ سنوات. شعر كل منهما بانجذاب غريب نحو الآخر، كأن القدر جمعهما في هذا المكان لسبب ما.

مع مرور الأيام، بدأت سارة وآدم يتقابلان بشكل يومي تقريبًا. كانا يمشيان على الشاطئ معًا، يتحدثان عن أحلامهما وآمالهما في الحياة. كانت سارة تجد في آدم الشخص الذي كانت تبحث عنه طوال حياتها. كانت ضحكته تجلب لها السعادة، ونظراته كانت تحمل معها مشاعر لم تختبرها من قبل.

أما آدم، فقد كان مفتونًا بروح سارة الجميلة. كانت تشعره بالطمأنينة والدفء، وكان يشعر معها بأنه قد وجد أخيرًا ما كان يبحث عنه في رحلاته المستمرة. كانت سارة تمثل له الحب والأمان، الشيء الذي كان يفتقده في حياته المليئة بالسفر والمغامرات.

في إحدى الليالي، بينما كانا يجلسان على الشاطئ تحت النجوم، التفت آدم إلى سارة وقال: “أعلم أننا لم نعرف بعضنا البعض لفترة طويلة، ولكنني أشعر بشيء قوي تجاهك، شيء لم أشعر به من قالبل. هل يمكن أن تكوني الشخص الذي كنت أبحث عنه طوال هذه السنين؟”

شعرت سارة بقلبها يخفق بسرعة. كانت تعرف أن هذا هو الشخص الذي انتظرته طوال حياتها، لكنها كانت تخشى أن يكون مجرد حلم سيتلاشى. مع ذلك، لم تستطع إنكار ما تشعر به. نظرت في عينيه وأجابت بصوت هادئ: “أشعر بنفس الشيء، آدم. لقد كنت أنتظرك دون أن أعلم.”

تلك الكلمات كانت كافية لآدم ليعرف أنه قد وجد الحب الحقيقي. مد يده نحوها وأمسك بيدها بلطف. كانت تلك اللحظة بداية لرحلة جديدة في حياتهما، رحلة مليئة بالحب والتفاهم.

مرت الأيام، وأصبحا لا يفترقان. كانا يعيشان أجمل لحظات حياتهما معًا، حيث كانت كل يوم يجلب لهما سعادة جديدة. كانا يعرفان أن الحب الحقيقي لا يحتاج إلى كلمات كثيرة، بل يكفي أن يشعر به القلب.

في إحدى الأيام، بينما كانا يجلسان في نفس الشرفة التي بدأت منها قصتهما، التفت آدم إلى سارة وقال: “أريد أن أكون معك إلى الأبد. هل تقبلين أن تكوني شريكة حياتي؟”

لم تستطع سارة حبس دموع الفرح، وأجابت دون تردد: “نعم، أقبل.”

تلك اللحظة كانت تتويجًا لحب نقي وصادق، حب وُلد تحت ضوء القمر ونما على شواطئ البحر. لقد وجدا بعضهما البعض في الوقت المناسب، ليبدأا معًا حياة جديدة مليئة بالحب والتفاؤل.

وبهذا، بدأت قصة حب جديدة، قصة سارة وآدم، حيث عاشا حياتهما معًا في سعادة، محاطين بجمال الطبيعة التي جمعت بينهما. كانا يعلمنا أن الحب الحقيقي يمكن أن يأتي في أي وقت، وفي أي مكان، وأنه حين يأتي، يكون أجمل ما في الحياة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة