قصه "القلادة الزرقاء"

قصه "القلادة الزرقاء"

1 المراجعات

 

في مدينة ضبابية تُحيط بها الجبال وتنسج الغيوم فوقها خيوط الحكايات القديمة، كانت "نورا" تعيش مع جدتها في منزل خشبي صغير يطل على بحيرة زرقاء تشبه السماء حين تبتسم. ورثت نورا عن والدتها قلادة زرقاء غامضة، كانت الجدة تخبرها دومًا: "هذه القلادة لا تضيء إلا حين يظهر من يستحق قلبك."

ضحكت نورا في كل مرة، معتبرة الحديث مجرد خرافة، لكن بداخلها كانت تنتظر أن ترى الضوء.

في أحد الأيام، جاء إلى المدينة شاب يُدعى "سليم"، باحث في علم الآثار، جاء ليحقق في أسطورة قديمة عن كنز مدفون أسفل البحيرة. كان غريبًا بعض الشيء، يحمل كتبًا قديمة وخرائط ممزقة ويتحدث عن طاقات خفية وأرواح تحفظ الكنوز.

تعرفت نورا عليه حين سقط أحد كتبه في الماء وساعدته في إنقاذه، ومن تلك اللحظة بدأ بينهما حوار لم ينتهِ. كان يجد في نورا هدوءًا لا يعرف سببه، وكانت تشعر أن كلماته تلامس شيئًا عميقًا بداخلها.

كلما التقيا، كانت القلادة تزداد برودًا، حتى ظنت أنها ستنطفئ للأبد. ولكن في إحدى الليالي، وبينما كانا يقفان على ضفة البحيرة يتأملان انعكاس النجوم، اقترب سليم منها وقال:

– "بحثت في كل الأساطير القديمة، لكنني أظن أن أغربها... هو أنني وجدت شيئًا لا يفسره التاريخ، قلبك."

عندها، بدأ الضوء الأزرق يشعّ من القلادة! ارتجفت نورا، لم تصدق عينيها، وبدأت الأحجار في القلادة تلمع وكأنها نجمات صغيرة.

قالت بدهشة:
– "أظن أن القلادة وجدت من يستحق النور."

في تلك اللحظة، انفتح صدع صغير في الأرض بجوار البحيرة، وكأن القلادة كانت المفتاح. اكتشفا لاحقًا أن الكنز لم يكن ذهبًا أو مجوهرات، بل مكتبة قديمة تحت الأرض، مليئة بكتب نادرة تحكي عن الحب، والخلود، والروح.

لم يكن حبهما عادياً. كان لقاءً مقدّرًا، قادته الأساطير والقلوب النقية. عاشا معًا يكتبان الكتب ويعيدان الحياة للمكتبة القديمة، وأصبحت القلادة رمزًا لحبٍ لا يُطفئه الزمن.

ومنذ ذلك الحين، تقول الأسطورة إن القلادة الزرقاء لا تضيء إلا مرة واحدة في العمر... حين تلتقي روحان خُلقتا لتكونا معًا.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة