فتحت باب شقتي في منتصف الليل… فوجدت نسخة مني تحمل مفتاح موتي ونهايتي

فتحت باب شقتي في منتصف الليل… فوجدت نسخة مني تحمل مفتاح موتي ونهايتي

0 المراجعات

كنت راجعة من الشغل الساعة 11 بالليل… الشارع فاضي، والجو برد غريب، والهوا بيخبط في وداني كأن في حد بيهمس.

 وصلت لمدخل العمارة… ولما دخلت لقيت ريحة عطر أعرفها كويس، بس مش فاكرة حطيته النهارده.

 طلعت السلم، وكل خطوة كنت حاسة إن في حد بيطلع ورايا، مع إن ما سمعتش أي صوت.

 وصلت قدام باب شقتي… مدّيت إيدي عشان أفتح، فجأة سمعت صوت… نفس صوتي بالظبط، بيقول: *"إنتي اتأخرتي ليه؟"*

 إيدي اتجمدت… قلبي دق بسرعة… وبحركة بطيئة فتحت الباب…

 ووقفت… أنا… نسخة طبق الأصل مني… نفس الملابس… نفس الملامح… بس العيون كانت مختلفة."

 

أقفلت الباب ورايا بهدوء، وأنا مش قادرة أشيل عيني من اللي قدامي… كانت أنا، لكن في حاجة في وشها مش بتطمن. 

نفس لون الشعر، نفس الشامة الصغيرة جنب رقبتها، نفس التجعيدة الخفيفة اللي بتطلع لما أتوتر… لكن العيون، العيون كانت مختلفة تمامًا. واسعة أكتر، ولونها أغمق شوية، كأنها شايفة حاجات أنا ما شفتهاش.

ابتسمت ابتسامة صغيرة، مزيج غريب بين الحزن والسخرية، وقالت بصوت شبه صوتي بالظبط:

 “مفيش وقت نضيعه… إنتي لازم تسمعيني.”

وقفت متسمّرة مكانى، عقلي بيحاول يلاقي تفسير منطقي. هل دي مزحة سخيفة من واحدة شبهى؟ هل أنا بهلوس من التعب؟

حاولت أضحك، لكن ضحكتي انقطعت لما شفتها تطلع من جيبها مفتاح فضي… نفس المفتاح اللي معايا في شنطتي.

 “إنتي… إنتي مين؟”

خطت خطوة ناحية، وعيونها ما زالت مثبتة في عيني:

 “أنا إنتِ… بس من المستقبل… وجاية أنقذك من كارثة هتحصل بعد ٤٨ ساعة.”

كلمتها جت زي الصفعة… إيه الهبل ده؟ لكن قبل ما أرد، سمعت فجأة صوت تكتكة الساعة الحائطية في الصالة يعلو بشكل غريب، كأنها بتعد أسرع.

 “كارثة إيه؟”

قالت وهي تبص حواليها بحذر:

 “لو قلتلك دلوقتي، مش هتصدقيني… ولازم أوريكي الأول.”

كانت على وشك تتحرك ناحية غرفتي، لكن فجأة النور قطع.

الصمت كان تقيل، بس حسيت بخطوات بطيئة بتقترب مني في الظلام.

مديت إيدي على الحيطة أدور على مفتاح النور، ولما النور رجع… ما كانتش واقفة قدامي.

قلبي وقع… بصيت يمين وشمال، وسمعت صوتها ورايا، هامس وبارد:

 “بصي تحت السرير.”

ركعت على الأرض، ولسه كنت مترددة، لكن الفضول قتلني.

بصيت تحت السرير… وشهقت.

جسمي اتجمد. فيه جثة… جثتي أنا.

وشي كان شاحب، عنيا مفتوحة وباينة فيها رهبة، وإيدي ماسكة ورقة صغيرة.

مديت إيدي بحذر، سحبت الورقة، مكتوب فيها بخط إيدي:

 “ما تثقيش في النسخة.”

رجعت الورقة، وأنا بتنفس بسرعة، ودماغي بيلف. سمعت فجأة صوت باب الشقة بيتفتح تاني…

خرجت من الأوضة، لقيتها واقفة في الصالة، مبتسمة، وفي إيدها كيس أسود كبير.

 “لقيتيها… ممتاز… كده إحنا نقدر نبدا

 

وقفت أنا وهي في الصالة… ما بيننا حوالي مترين، لكن المسافة حسيتها أوسع من كده بكثير.

كانت ماسكة الكيس الأسود كأنه كنز… أو لعنة.

 “إيه اللي في الكيس؟”

 سألتها بصوت مشحون بالخوف.

رفعت راسها ونظرت لي نظرة ثابتة:

 “اللي في الكيس هو السبب اللي هيخليكِ تعيشي… أو تموتي أسرع.”

اتنهدت، وحطت الكيس على الطاولة الصغيرة اللي جنب الكنبة. بإيد باردة، فتحت السحاب… قلبي دق أسرع لما شفت اللي جواه.

جوه الكيس كان فيه **دفتر جلد أسود**، متآكل من الأطراف، ريحته غريبة، خليط بين العفن والمطر القديم.

 على الغلاف محفور اسمي بالكامل، بخط عريض وواضح… لكن كان مكتوب كمان تاريخ… تاريخ بعد يومين من النهاردة.

 “ده إيه؟”

 قالت وهي بتقلب صفحاته:

 “ده سجل حياتك… وكل حاجة هتحصل لك مكتوبة هنا، بدقة.”

قربت منه وشوفت… أول صفحة كانت بتحكي اللي حصل لي النهارده بالضبط، حتى التفاصيل الصغيرة اللي ما حدش كان يعرفها… زي إن حذائي انقطع خيطه الصبح، أو إنني نسيت أغلق الكمبيوتر في الشغل.

لكن الصفحة الأخيرة المكتوبة كانت بعنوان: **"النهاية"**.

حاولت أقلب أشوفها، لكنها سحبت الدفتر بسرعة:

 “لسه… مش دلوقتي. لو عرفتي النهاية قبل وقتها، هتسوء الأمور.”

بدأت أحس إني محاصرة بين الخوف والغضب.

 “طيب… إنتِ منين؟ إزاي جيتي؟ وليه؟”

ابتسمت ابتسامة باهتة، وقالت:

 “أنا جيت من خط زمني تاني… أنا كنت أنتِ، لكني أخطأت… وثقت في الشخص الغلط… وموتي كان أسوأ من اللي لقيتيه تحت السرير.”

بلعت ريقي بصعوبة.

 “وإيه المطلوب مني؟”

 “في شخص هيتواصل معاك بكرة… هيقول لك إنه محتاج مساعدتك… لازم ترفضيه مهما كان.”

حاولت أربط الكلام ده بالواقع، بس فجأة… رن جرس الشقة.

نظرت لي وهي بتهمس:

 “خدي بالك… كل حاجة هتبدأ من هنا.”

مشت ناحية المطبخ بسرعة، واختفت عن نظري، كأنها ذابت في الظلام.

فتحت الباب… كان واقف قدامي **رجل طويل، لابس معطف غامق، وعينه الشمال عليها ندبة عريضة**.

ابتسم وقال:

 “أنا جاركم الجديد… ممكن ندردش دقيقة؟”

دماغي اتجمد… هي قالت لي أرفض، لكن إزاي أرفض جار جديد؟ هل ده هو الشخص اللي حذرتني منه؟

رديت بتوتر:

 “معلش، الوقت مش مناسب.”

ابتسم ابتسامة أوسع، لكن ما اتحركش من مكانه… بل بالعكس، مد إيده ووراني **نفس الدفتر الأسود** اللي في الصالة!

 “غريب… أظن ده بتاعك.”

أخدت خطوة لورا… وسمعت صوتها من المطبخ، مش همس… صرخة:

 “اقفلي الباب فورًا!”

لكن قبل ما أعمل أي حركة، حسيت ريحة عطر غريبة… نفس ريحة العطر اللي شميتها في مدخل العمارة أول ما رجعت.

 

قفلت الباب بسرعة وأنا قلبي بيخبط في صدري، لكن الصوت اللي جه بعده خلاني أوقف أنفاسي…

خبطات قوية على الخشب، مرة ورا مرة، لحد ما حسيت إن الباب هيتخلع.

 “أنا بس عايز أتكلم يا جارة…”

 صوت الرجل كان هادي، لكنه مليان حاجة باردة… حاجة تخوف.

لفيت أدور على النسخة… لكن الصالة فاضية. المطبخ فاضي. الأوضة فاضية. كأنها ما كانتش موجودة أصلاً.

رجعت بصيت من العين السحرية… مفيش حد.

فتحت الباب بحذر…

الممر كان فاضي، لكن على الأرض قدامي كان فيه **مفتاح فضي**، نفس المفتاح اللي معايا… ونفس المفتاح اللي كانت النسخة ماسكاه.

أخدته، وأول ما قفلته في إيدي، شعرت بسخونة غريبة، وسمعت همس…

 “رجعيني… قبل ما يفوت الأوان.”

قمت قافلة الباب بإيد بترتعش، ورجعت الصالة.

الدفتر الأسود لسه على الطاولة. فتحته بسرعة، لقيت صفحة جديدة ما كانتش موجودة قبل دقيقة:

 *"الليلة… الساعة 12:05… ستُقتل."*

بصيت للساعة الحائطية… كانت 11:59.

القلب بيجري أسرع من عقلي، روحت المطبخ أدور على أي حاجة أدافع بيها عن نفسي. لقيت سكينة كبيرة، مسكتها بإحكام.

وفجأة… الباب اتفتح لوحده.

الهواء البارد دخل الشقة، ومعاه ريحة العطر الغريبة.

ظهر الرجل صاحب المعطف الغامق… لكن المرة دي كان ماسك إيدي… إيدي أنا، النسخة!

وجهها شاحب، وعينيها مملوءة بالخوف… أو الكراهية، مش متأكدة.

 “جات لك الفرصة الأخيرة… تعالي معانا.”

 صوته كان أمر، مش طلب.

صرخت:

 “إيه اللي بيحصل؟”

النسخة رفعت راسها، وقالت بصوت مكسور:

 “أنا مش من المستقبل… أنا البديل… ولو ما أخدتش مكانك، أنا اللي هختفي.”

العقل وقف… البديل؟!

يعني هي جايه تعيش حياتي… وأنا أختفي؟

الرجل مد إيده، وفيها الدفتر، لكن الغلاف بقى أحمر، وكلمة "النهاية" مكتوبة عليه بخط دموي.

 “وقّعي… وكل حاجة هتكون سهلة.”

رفعت السكينة، وأنا مش عارفة أوجّهها لمين.

 “ولو ما وقّعتش؟”

ابتسم، وقال:

 “يبقى إحنا الاتنين نختفي… إنتي وهي.”

النسخة صرخت:

 “إمضي! مش فاهمة إنك لو رفضتي، كل حاجة هتضيع؟”

الساعة ضربت 12:05.

الأنوار انطفأت فجأة… حسيت بسحب قوي، كأني بتسحب من داخلي، والبرودة وصلت لعظامي.

فتحت عيني… لقيت نفسي واقفة في الممر، ببص على باب شقتي من بره.

سمعت صوت خطوات، وشوفت… نفسي! أنا… داخلة الشقة، ومبتسمة.

حاولت أصرخ… لكن صوتي ما طلعش. حاولت أفتح الباب… لكن إيدي عدّت من الخشب، كأني دخان.

وفي اللحظة دي… فهمت.

أنا اللي اختفيت… وهي اللي كملت حياتي.

النهايه 

ايه رائكم في نهاية القصة 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

5

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة