قلوب متوحشه ثار الحب

قلوب متوحشه ثار الحب

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

🐎 قلوب متوحشة

الجزء الأول: قلب العمدة

في قلب الصعيد، في بلد صغيرة مليانة نخيل وبيوت قديمة، كان العمدة "حسان" معروف إنه راجل قاسي، صوته ما يتعلاش عليه، وكلمته ما تتردش. كل الناس في البلد بتخاف منه، واللي يشوفه يحس إن مفيش في قلبه رحمة.
بس الحقيقة إن جواه وجع كبير محدش عارفه. مراته ماتت من سنين وسابته مكسور، ومن ساعتها وهو قافل قلبه، حاطط سور عالي حواليه وما بيسمحش لحد يقرب.

لكن الدنيا ساعات بتحب تفاجئنا. "زينب"، بنت الشيخ "البدري"، كانت مختلفة. عينيها فيها قوة، ولسانها جريء، مش زي باقي البنات اللي بيمشوا برأسهم في الأرض قدامه. أول ما شافها في قعدة للرجالة وهي داخلة تقدم القهوة، حس قلبه اتلخبط. نظرتها ثبتت فيه، وكأنها بتقوله: "أنا مش بخاف منك."

الأيام عدت، وهو كل مرة يشوفها يحس قلبه بيتفتح من جديد. حاول يقنع نفسه إنها مجرد بنت، وإنه لازم يفضل العمدة الصارم اللي الكل بيهابه. لكن الحقيقة إنه كان ضعيف قدامها.

في يوم لقاها لوحدها عند الترعة، ماسكة الجرة وبتملّاها. قرب منها وقال بصوت مبحوح:
– "يا زينب… إنتِ مش زي أي واحدة."
بصّت له وقالت بهدوء:
– "ولا إنت يا عمدة زي أي راجل."

الكلام ده كسر كل الحيطان اللي حوالي قلبه. رجع بيته الليلة دي، قاعد في العتمة وقال لنفسه:
– "أنا العمدة اللي محدش غلبه… بس قدام زينب أنا مغلوب."

ومن هنا ابتدت الحكاية…

الحب اللي بين العمدة "حسان" وزينب ماكانش سهل. في بلد زي دي، الحب ساعات بيتولد وسط الدم.
في ليلة، جريت الأخبار في البلد: "حمدي"، ابن عم العمدة، اتقتل في خناقة مع رجالة من عيلة "البدري". الدنيا اتقلبت، والناس كلها صرخت:
– "الثأر… لازم يتاخد!"

الرجالة شالوا السلاح، وعيونهم كلها نار. لكن حسان قعد ساكت، جواه حرب مش عارف يحسمها. إزاي يطلب دم من أهل زينب، وهو قلبه معاها؟

في قعدة كبيرة في الديوان، قام "سالم" أخو حمدي وقال:
– "يا عمدة! الدم ما يبردش غير بالدم."
رد حسان بنبرة هادية لكن قوية:
– "الدم ما بيرجعش غالي… والصلح أرحم من الخراب."

الرجالة اتهمسوا، بعضهم شافه ضعف، وبعضهم شافه عقل. بس محدش كان عارف إن اللي مغير قلب العمدة مش السياسة ولا الحكمة… لكن "زينب".

في الليل، راح لها من ورا العيون، لقاها مستنياه عند الشباك. أول ما شافته، عينيها مليانة خوف.
– "سمعت اللي حصل… أنا خايفة يا حسان. خايفة حبنا يضيع في دم مالوش آخر."
مسك إيدها وقال لها:
– "أنا لو عليّا، ما تسيلش نقطة دم تاني. بس الناس… مش بيرحموا."
قالت له بعزم:
– "لو بتحبني بجد… لازم تلاقي حل. ما ينفعش نفضل لعبة في إيد الثأر."

الكلام ده وجعه. رجع لداره وحاسس إنه مخنوق. بس لما جه يوم الجنازة، وقف قدام الناس كلها وصوته جهوري:
– "الثأر مش هيرجع اللي راح… لكن الصلح ممكن ينقذ اللي باقي."

الناس سكتت. في عيون شايفاه ضعيف، وعيون تانية شايفاه منقذ. أما "زينب"، وهي بعيدة، قلبها دق لأول مرة بأمل… يمكن الحب يقدر يهزم الدم.

لكن هل هيسمحوا له يعيش بالحب؟ ولا الدم هيطالب بحقه مهما حاول يوقفه؟
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-