مقالات اخري بواسطة sara Hi
البيت اللي علي التل

البيت اللي علي التل

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

البيت اللي على التل

 

في آخر البلد، على تلة عالية مغطّاة بالأشجار، كان فيه بيت قديم الكل بيخاف يقرب ناحيته. الناس في القهوة يحكوا قصص عنه:
– "فيه أصوات بتطلع بالليل."
– "اللي يدخل ما يرجعش."
– "البيت مسكون من زمان."

لكن "سلمى"، الصحفية الشابة، ما كانتش بتصدق الكلام ده. كانت دايمًا بتدور على أي قصة مثيرة تعملها سبق صحفي، ولما سمعت حكايات البيت قررت تزوره بنفسها.

ليلة كاملة والقمر بدر، خدت الكاميرا وطلعت الطريق اللي بيؤدي للتلة. الجو كان غريب… الهوا أبرد من الطبيعي، والكلاب في البلد كانت بتعوي بشكل متواصل. كل ما تقرب، تحس كأن الليل بيبلع صوت خطواتها.

وصلت للباب الكبير الصدى، دفشته، وسمعت صرير عالي زي صرخة روح محبوسة. دخلت جوه… البيت مليان غبار وريحة عفن، والحيطان متشققة، والصور المعلقة باين عليها وجوه باصة لها.

رفعت الكاميرا عشان تصور، لكن أول ما بصّت في المراية الكبيرة، شافت انعكاسها… انعكاس مبتسم ابتسامة غريبة، رغم إنها واقفة بوش جاد. انعكاسها بدأ يتحرك من غير ما تتحرك هي.

سلمى اتراجعت بخوف، وصوت ناعم همس في ودنها:
– "رجعينا حقنا."

الأنوار اللي كانت مطفية اتولعت لوحدها، الشموع القديمة اشتعلت كأن حد أشعلها. على السلم، سَمعت دبدبة خطوات سريعة، لكنها ما شافتش حد. قلبها وقع، لكن فضولها كان أقوى من خوفها.

طلعت السلم، ووصلت باب خشب مقفول. فتحته بالعافية… لقت أوضة مليانة عرايس قماش قديمة، كلهم عيونهم سودة وزجاجية. بعضهم متقطع وملطخ بدم ناشف.

وفجأة، واحدة من العرايس وقعت على الأرض، وصوت طفلة خافت قال:
– "اتأخرتي… البيت اختارك."

سلمى صرخت، والباب وراها اتقفل بعنف. مسكت الكاميرا وحاولت تصوّر، لكن العدسة اتكسرت لوحدها. في المراية الصغيرة اللي في الأوضة، شافت نفسها واقفة… لكن المرة دي انعكاسها كان شايل سكين، وعينه مليانة دموع دم.

سمعت أصوات كتير حوالين ودانها:
– "إحنا اتحبسنا هنا… وانتي هتفضلي معانا."
– "اللي يدخل ما يخرجش."

الأرض بدأت تهتز تحت رجليها، العرايس اتحركت كلها في نفس اللحظة، وابتدت تقرب منها.

سلمى جريت على الباب، خبطت عليه بكل قوتها لحد ما اتفتح فجأة. خرجت تجري في الممر الطويل، لكن كل مرة تفتكر إنها قربت من المخرج، تلاقي نفسها راجعة لنفس الأوضة. البيت كان بيلف بيها زي متاهة.

وقفت مرهقة، وسمعت صوت ست كبيرة بيقول:
– "احنا مش هنسيبك… إلا لما تكتبينا في جرايدك. خلي العالم يعرف إننا لسه هنا."

وفجأة، الدنيا ضلمت. الكاميرا وقعت من إيدها وسجّلت آخر جملة قالتها قبل ما تختفي:
– "سيبوني! أنا مش واحدة منكم!"

من يومها، مفيش حد شاف سلمى. لكن بعد أيام، لقوا كاميرتها قدام باب البيت. لما شغلوا التسجيل، سمعوا أصوات عيال بتضحك وصوت سلمى بتبكي.

والأغرب… إن في آخر الفيديو، ظهر انعكاسها في المراية، وهو بيبص للكاميرا ويبتسم ابتسامة مش بتشبهها.

والبيت لسه واقف على التل، كل اللي يقرب منه يسمع في الليل صوت بنت بتهمس:
– “البيت اختارني.”

image about البيت اللي علي التل

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-