الدُميّة لابوبو: لعنة من قماش

الدُميّة لابوبو: لعنة من قماش

0 المراجعات

الدُميّة لابوبو: لما اللعبة تسكنك بدل ما تسكنها

عارف لما تلاقي حاجة كده في الشارع وتحس إنها مش طبيعية؟ مش بس مرمية… لا، كأنها مستنياك. هو ده بالضبط اللي حصل مع لابوبو.

الدُميّة ظهرت فجأة في نص الحارة. محدش عارف جات منين ولا مين جابها. قماشها قديم قوي، لونها باهت كأنها اتحرقت قبل كده، وعينيها الزجاج السواد اللي فيهم مش طبيعي… مش سواد لعبة، لأ، سواد بيشُفك من جواك. مكتوب على صدرها بخيط مُقطّع: LaPoBo.

الناس أول ما شافوها قالوا لعبة حد نسيها، بس الغريب إنها بدأت تظهر في أماكن مختلفة. مرة على عتبة جامع، مرة مرمية على عربية، مرة متعلقة على شباك شقة فاضية. وكل ما حد يرميها، ترجع. وكل مرة كانت بترجع أقرب… كأنها بتختار حد.

واحد اسمه عم ممدوح، راجل طيب كده بيكنس الحارة، حاول يرميها في الزبالة. تاني يوم لقينا هدومه متقطعة، وهو قاعد في نص الشارع بيعيط زي العيال. كان بيقول: "هي بتضحكلي… ووشها بيقرب… وشها بيقرب أوي!" ومن ساعتها اختفى.

الأطفال بقوا يتكلموا عنها. كل واحد فيهم حكى حلم مختلف، بس فيهم تفصيلة واحدة مشتركة: لابوبو واقفة على باب أوضتهم، بتخبط بس بأصابعها ببطء، وتقول: "أنا وصلت… مستنياني؟"

واحدة ست كبيرة اسمها أم سعاد قالت إنها شافتها ماشية في الحلم برجليها، بس مش رجلين قماش، رجلين بني آدم… وقالت إنها بتشمّ الخوف زي ما الكلاب بتشمّ الدم.

مرّ أسبوع والدُميّة بقت جزء من الحارة، زي العمود اللي بيبوّز النور، زي الكلب اللي بينبح كل ليلة ومحدش عارف فين صاحبه. بس الحي كله بدأ يتغير. ناس بقت مريضة من غير سبب، أصوات غريبة بالليل، والهواء نفسه بقى تقيل… تحسه بيخنقك.

وفي يوم، ظهرت صورة مرعبة على موبايل شيماء، بنت جارتنا. كانت بتتصور سيلفي، ولما فتحت الصورة، لاقت لابوبو وراها، واقفة على السرير، بتبص للكاميرا وبتضحك. البنت من وقتها وهي ساكتة، ما بتتكلمش… بس بتكتب على الحيطان: "هي قالتلي ما أتكلمش."

الناس حاولوا يهربوا. فيه اللي سافر، فيه اللي غير بيته، بس الصورة كانت بتظهر في كل مكان. تطبع ورقة، تلاقي وشها فيها. تبص في مرايتك، تلمح حاجة وراك. حتى الميّة… بقت تعكسها أوقات.

في الآخر، الدُميّة اختفت.

بس مش فعلاً… لأ، هي بقت جزء من اللي يشوفها. يعني إنت لو قرّبت وشُفت الصورة كويس… ممكن تلاقيها بتبصلك. ولو حسيت ببرودة في رقبتك… أو خربشة خفيفة على باب أوضتك وانت نايم… فـ غالبًا هي وصلت.

فيه ناس بتقول إنك لو نطقت اسمها بصوت عالي 3 مرات، بتجيلك.
وفيه ناس بتقول إنها مش لعبة أصلاً، دي روح بنت كانت محبوسة جوه جثتها، وساحر شرير حبسهّا في الدُميّة دي.

بس الأكيد… إنها لسه موجودة.
وبتدور على بيت جديد.
وقلب جديد.
وحدّ يكون ضعيف كفاية إنه يفتح الباب لما تخبط.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

0

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة