بذلة الغوص و الفراشة: الجزء الخامس عشر
يوم الحظ
من صباح اليوم، ومع بداية طلوع النهار، سعى قدر قاس إلى الغرفة 119.
منذ نصف ساعة وصفارة الإنذار الخاصة بالجهاز المعد لتغذيتي تُدوي في الفراغ. لا أعرف شيئا أكثر غباوة وإحباطا، هذا «البيب بيب» المزعج الناخر للدماغ. بادئ الأمر، وصل تعرقي إلى الضيادة الطبية التي تسد جفن عيني اليمنى. ثم راحت الأهداب اللزجة تدغدغ حدقتي بطريقة مؤلمة. أخيرا، ولتتويج كل ذلك، تفكك مسبار التبول وغمرت بالكامل. في انتظار الإسعاف دندنت لازمة قديمة لهنري سالفادور «تعال إذن، حبيبي، كل هذا ليس
خطيرا» وبالمناسبة، هي ذي الممرضة.
بحركة آلية فتحت التلفاز، كان يبث ومضة إشهارية تطلب فيها خدمة المينيتال « 3617 مليار» الإجابة على السؤال التالي: «هل أنت
ممن خلقوا لتحصيل الثروة ؟» .
____________________________________________
أثر الثعبان
عندما يتندر أحدهم ويسألني إن كنت أنوي الحج إلى لوردز)، أجيب بأنني فعلت ذلك، أواخر العام 1970 . كنت أعيش و جوزفين علاقة على حد من التعقيد لا يحتمل أية محاولة لإنجاح رحلة استجمام مشتركة.
واحدة من تلك الرحلات المنظمة، التي فيها من بواعث الخلاف أكثر مما في يوم كامل من الدقائق. فكي تنطلق صباحا، وأنت تجهل أين ستبيت مساء وأي سبيل تسلك إلى الوجهة المجهولة، لك أحد أمرين، إما أن تكون في غاية المرونة أو أن يكون لديك معين لا ينضب من النوايا المبيتة.
وجوزفين -كما أنا- تتنزل ضمن الفئة الثانية .
وهكذا، على امتداد أسبوع، تحولت سيارتها المكشوفة القديمة، ذات اللون الأزرق الباهت، مسرحا لمشهد اختصام دائم ومتنقل.
من آكس لي تارم، وبها كنت قد أنهيت لتوي تدريبا على التجوال (تفصيل ناشز في مسار وجود منذور لكل شيء إلا الرياضة) إلى غرفة
الحب: فيلا لعم جوزفين، عند شاطئ صغير على الساحل الباسكي، قطعنا نحوها طريقا عاصفا ورائعا عبر جبال البيرينيه مخلفين وراءنا
أثرا من قبيل «لم أتوقع هذا مطلقا !!».
الدافع الأساسي لسوء الفهم الحميم هذا كتاب ضخم ذو حوالي ستمائة صفحة أو ربا سبعمائة، و غلاف أسود وأحمر يبرز منه عنوان
لافت «أثر الثعبان» يروي أفعال شارل سوبراج وحركاته، وهو ما يشبه زعيم جماعة ذا مسيرة حافلة تخصص في إغواء المهاجرين
الغربيين بجهة بومباي وكاتماندو ومن ثمة سلبهم.
كانت قصة هذا الثعبان ذي الأصل الفرنسي-الهندي حقيقية، عدا ذلك لن يكون
بوسعي إعطاء أدنى تفصيل، ومن المحتمل أيضا أن يكون ملخصي غير دقيق، ولكن ما أتذكره تماما هو السطوة التي مارسها علي شارل سوبراج.
فلئن قبلت مجددا، بعد المرور بـ«أندورا»، رفع عيني عن الكتاب للتعبير عن إعجابي بمنظر جميل، فقد رفضت صراحة، بحلول قيظ الظهيرة، أن أنزل من السيارة للتمشي حتى برج المراقبة.
صحیح أن ضبابا مائلاً إلى الصفرة، كان يلف الجبل في ذلك اليوم بالذات، حادا من الرؤية ومن متعة الرحلة. ولكن جوزفين مع ذلك زرعتني حيث أنا، لتذهب وتعبس عند الغيوم لمدة ساعتين. هل كان حرصها على المرور بـ«الوردز» لأجل تخليصي من السحر؟ وإذ أتي لم
أزر عاصمة المعجزات العالمية هذه قط، أذعنت دون تردد. على أية حال، داخل فكري المحموم بالقراءة، كان شارل سوبراج يتداخل
وبرناديت سوبيرو".
ومياه نهر الأدور تمتزج بنظيرتها في الغانج.
.