
كريسماس لا يُنسى
كريسماس لا يُنسى
في مدينة صغيرة في كندا، كان يعيش أخوان لطيفان، آسر ومريم، مع والديهما في منزل دافئ تحيط به الثلوج. كان الجو باردًا جدًا، فقد حلّ يوم الكريسماس، وكانت المدينة مغطاة بطبقة كثيفة من الثلج الأبيض الناعم.
استيقظ آسر ومريم في الصباح الباكر على صوت أجراس الكريسماس وأضواء الزينة تلمع في كل زاوية من زوايا البيت. قال آسر وهو ينظر من النافذة:
– "واو! الثلج كثيف جدًا هذا العام، كل شيء يبدو كأننا في حكاية خيالية!"
ضحكت مريم وقالت:
– "كم أتمنى أن نلعب في الخارج ونصنع رجل ثلج ضخم!"

في ذلك الوقت، كان والدهما يستعد للخروج لشراء بعض الحاجيات الضرورية للاحتفال. قال الأب وهو يرتدي معطفه:
– "آسر، مريم، سنخرج قليلاً، لكن لا تخرجا من البيت، الثلج كثيف جدًا والطريق زلق وخطير، هل فهمتما؟"
رد آسر بسرعة:
– "نعم يا أبي، لن نخرج، نَعِدُكَ."
هزت مريم رأسها موافقة وقالت:
– "سنكون بخير، لا تقلق!"
خرج الأبوان، وبدأ آسر ومريم يلعبان داخل المنزل. لكن بعد فترة قصيرة، وقفت مريم عند النافذة وقالت:
– "آسر، انظر! الحديقة مغطاة بالثلج، تبدو رائعة جدًا، ألن يكون الأمر ممتعًا لو خرجنا فقط لخمس دقائق؟"
تردد آسر قليلاً، ثم قال:
– "لكن أبي قال ألا نخرج..."
قالت مريم بإغراء:
– "لن نبتعد، فقط نلعب أمام الباب، ونعود سريعًا، لن يحدث شيء."
وبالفعل، ارتدى الأخوان معاطفهما وقفازاتهما وخرجا بهدوء إلى الحديقة. في البداية، كان كل شيء جميلًا. ضحكا وتقاذفا كرات الثلج، ثم بدأت مريم تركض بعيدًا خلف أرنب صغير ظهر فجأة.
صرخ آسر:
– "مريم! لا تذهبي بعيدًا!"
ركض خلفها، لكن الأرض كانت زلقة جدًا، فانزلقت مريم وسقطت على الثلج، وتبعها آسر ووقع أيضًا. لحسن الحظ لم يصابا بأذى كبير، لكنهما كانا قد ابتعدا عن المنزل ولم يتمكنا من العودة بسهولة، لأن الثلج أصبح أعمق والجو أشد برودة.
شعرا بالخوف والبرد، وبدأت مريم تبكي. قال آسر وهو يحتضنها:
– "آسف، كان علينا أن نسمع كلام أبي..."
وفي تلك اللحظة، وصل والدهما بالسيارة، وكان يبحث عنهما قلقًا. رآهما من بعيد، وركض نحوهما وغطاهما بالبطانيات.
قال الأب بوجه حزين ولكنه حنون:
– "الحمد لله أنكما بخير. كنت خائفًا جدًا عليكما. قلت لكما إن الثلج خطر."
قالت مريم وهي تبكي:
– "نحن آسفان جدًا يا أبي، لن نخالف كلامك مرة أخرى."
هز الأب رأسه وقال:
– "أنا أعلم أن اللعب في الثلج ممتع، لكن أحيانًا ما نراه ممتعًا قد يكون خطرًا أيضًا، ولهذا عليكم دائمًا أن تسمعوا كلام الكبار عندما يحذرونكم."
عاد الجميع إلى المنزل، وتعلم آسر ومريم درسًا مهمًا في ذلك اليوم:
أن طاعة الوالدين ليست فقط من أجل الانضباط، بل لحمايتهم من المخاطر التي لا يرونها.
وفي المساء، جلسوا جميعًا أمام المدفأة، يحتسون الشوكولاتة الساخنة، وقد شعر آسر ومريم بالامتنان لأنهما بخير، ولأن لديهما والدين يهتمان بهما كثيرًا.
النهاية.